درس جميل للشيخ الحبيب علي الجفري رضي الله عنه يتحدث فيه عن الرادة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
درس جميل للشيخ الحبيب علي الجفري رضي الله عنه يتحدث فيه عن الرادة
” من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحورا
ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا “
تأملوا هنا يقول الله سبحانه وتعالى ” من كان يريد “، الكلام هنا عن الإرادة من كان يريد العاجلة، ثم يقول سبحانه وتعالى ” ومن أراد الآخرة ” مصيرنا جميعاً في هذا الوجود ارتبط إذاً بما نريد.. أحوالنا مآلنا سعادتنا أو الشقاوة الرضا أو الغضب الفلاح أو الخيبة كل هذا يتصل بما يريده الواحد منا في هذه الحياة .. جعل الله عزوجل مجرد إرادة الدنيا سبباً في حصول الخسران والعذاب والغضب (مجرد إرادة الدنيا) ثم جعل إرادة الآخرة مقرونة بالسعي الذي يترتب على هذه الإرادة ..
* استماع الحلقة الأولى وأنت تتصفح
فما المقصود بالدنيا ؟ وما هو المقصود بكلمة الدنيا المذمومة هل هي الطعم الشراب اللباس هل هي المركب الذي يركبه أحدنا سيارة أو طيارة المنزل أو الأثاث المال الذي يحصله هل حصول هذه الأشياء يجعل أحدنا مريداً للدنيا فيكون بذلك متعرضاً للغضب ، الآخرة ما المقصود من إرادة الآخرة؟ هل المقصود أن لا يكون لنا نصيباً بالدنيا أو صلة قط؟
الدنيا هي (كل ما وجد على هذه الأرض في هذا العالم مما تتناوله يد الإنسان)
فما دام الأمر يتعلق بما يريده الإنسان مما يتعلق في حياته في هذه الأرض وهذا الأمر ناله ساداتنا الصحابة بما يتناسب مع ذواتهم ركبوا الدواب ولبسوا الثياب وأكلوا الطعام التابعون تابعوا التابعين أكابر الصالحين والصالحات من الأمة عاشوا هذه الحياة، فأين وجه الذنب؟
المقصود بالمذموم من إرادة الدنيا بالخطأ في إرادة الدنيا أمران الأول :تعلق القلب والأمر الثاني:انشغال الجسد بما تعلق به القلب ، الأمر الأول بمعنى أن يعيش الإنسان في هذه الحياة وليس له هدف إلا أن يتمتع فقط بهذه الدنيا أن يعيش لها ثم يترتب على ذلك وقته جهده فكره ماله الجسد موظف لهذا المقصد ،هنا تأتي الإشكالية ماذا يحتاج الإنسان من هذه الدنيا .
س: ما هو الأمر الذي يجل الإنسان يشغل وقته فكره جهده في هذه الحياة التي يعيشها؟
قالوا حقيقة ما يحتاجه الإنسان: طعام يقوى به بدنه على الحياة، لباس يستر عورته يكنه به من البرد، ومأوى يأوي إليه هو ومن معه؛ حقيقة ما يحتاجه كل إنسان في هذه الحياة - مسلم، كافر، كبير، صغير، رجل، امرأة، عاقل، مجنون- هو الثلاثة أشياء التي ذكرناها .
* أكبر مشاكل العصر اليوم انبنت على ماذا، أكبر الحروب التي أهرقت فيها الدماء اليوم في الأرض ما أصلها؟ ما مبناها إذا فتشنا ورجعنا إلى الوراء قليلاً؟ النزاعات الشديدة اليوم التي يعيشوها الناس، النزاعات بين الدول، بين الشعب الواحد في الدولة الواحدة، بين المجتمع أصحاب الحيّ الواحد، بين الأقارب والأرحام وقطيعة الرحم وما يترتب عليها، بين العاملين في المجال الواحد، تعالوا في البيت الواحد في الأسرة الواحدة، مشاكل الأزواج مشاكل الطلاق التي يتكلمون عنها اليوم مشاكل الأسر ضياع الأبناء، هذه الإشكالات الكبيرة، لو بدأنا بهدوء نتأمّلها، توافقوني أننا سنرجع في نهاية اليوم إلى أن الإشكالات الضخمة والكبيرة والعالمية والمحلية والاجتماعية و الاقتصادية والأسرية ومشكلة كل واحد منكم لو فكر سنجد أن المشاكل هذه ترجع إلى :
نفس الإنسان السعادة والشقاوة الفلاح والخيبة الرضا والغضب الحزن والفرح الراحة والطمأنينة أو ضدها الإنزعاج والبؤس مرجع ذلك كله إلى نفس الإنسان ولهذا لما أقسم الله بمظاهر الوجود الشمس والقمر والليل والنهار والسماء والأرض جعل منتهى الأقسام كلها القسم بالإنسان ” ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها “ما جواب القسم هنا ” قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ” .
* فرق كبير بين الذي يأخذ اللقمة وهو يريد من هذه اللقمة أن يحافظ على أمانة الجسد الذي ائتمنه الله عزوجل عليه للحفاظ على هذه الأمانة .. تشهى تمتع لكن وأنت تتشهى تنوي عند أكلك لهذه اللقمة الطيبة التي ساقها الله لك أن تستخرج معنى الحمد من قلبك ، يذكرون أن الإمام علي رضي الله عنه وكرم وجهه لما سئل أتشرب الماء المبرد أم غير المبرد كان بعض المتزهدين في عصره يتجنبون شرب الماء غير المبرد قال علي بن أبى طالب بل أشرب المبرد قال لمَ يا أمير المؤمنين قال لأنه يستخرج الحمد من صميم القلب ..
المسألة ترجع للإرادة بين الذي يأكل طعاماً أو يلبس لباساً ونيته من هذا الحلال الذي أخذ به أن يستخرج معنى الشكر لله من قلبه أن يمتثل أمر الله بأنه حافظ على الأمانة ،هذا ماذا أراد من الطعام واللباس ما مراده هنا هو مريد؟ …..أراد الله أراد رضوانه، وشخص آخر نفس الطعام الذي أكله نفس اللباس نفس مستوى السكن الذي يسكن فيه الآخر لكن ما مراده من الطعام من اللباس من البيت أراد بذلك مجرد التمتع ليس له هدف آخر بل أن يعيش هذه الدنيا.
س: ما الخطورة ما الإشكال في أن الإنسان يريد أن يتمتع من هذه الحياة فقط؟
ليس الإشكال بأن يتمتع بل الإشكال أن يعيش يفرط في أمانة الهدف الذي خلق من أجله وأصبح ليس له هدف من هذه الحياة إلا أن يتمتع بالدنيا، ما الضرر … الضرر ما ذكرناه اليوم من الخراب الذي يعيشه العالم من إهدار لمقدرات الأرض التي نعيشها من تباغض من تحاسد من حرب مرجعه سببه أساسه أن الذين تناولوا الدنيا تناولوها فقط من أجل أنفسهم..
* النفس فيها مشكلة فيها عيب خطير أن الإنسان إذا تعامل مع متع النفس ومطالبها فقط لأنه يستجيب لما تريده النفس يقع في مشكلتين كبيرتين:
المشكلة الأولى أن مرادات النفس لا تنتهي هي تطلب شيء أعطيتها فقط لأنها طلبت امتثالاً لأمرها ما الذي يترتب على ذلك أن لن تكتفي طلبت شيء ثاني أعطيتها الثاني تطلب الشيء الثالث أعطيتها الثالث طلبت الرابع ثم تصل إلى مستوى تفقد فيه هي التمتع في الشيء الذي كانت تتلذذ به فتطلب شيء خارج عن إطار المعقول خارجاً عن إطار العادة ، فالمشكلة أنك مهما حاولت ترضيها لا ترضى مهما حاولت أن تمتعها تطلب المزيد..
المشكلة الثانية في النفس أنك كلما أرد أن ترضيها سعدت سعادة مؤقتة ثم بعد ذلك تضمحل هذه السعادة مباشرة تنتهي …تنتهي في الدنيا قبل الآخر يأتي وقت وتنتهي لأنها تعلقت في سعادة أخرى دائماً السعادة في النفس سراب لا منتهى لها لا تصل إلى حقيقة ، بينما الذي ينتقل من مراد الدنيا إلى مراد الآخرة مريداً لله عزوجل،فإذا تلذذ بالطعم هذا بالأكل الذي أكله قال الحمد لله الذي رزقني هذا الطعام شهد المنة لله فوصل أنسه وفرحه ومتعته بالله المتعة باقية عنده ما انتهت في حياته وبعد حياته في الآخرة ستبقى سيرى ثمرة الحمد عند وقوفه بين يدي الله انك حمدتني وشكرتني وذكرتني هذا ثوابك ،سيتمتع في الدنيا والآخرة . الأمر الثاني أنه سيكون مالكاً لزمام نفسه ولن يكون مملوكاً لنفسه تنبه لهذه المسألة الذي يعيش وهو يتناول متع الدنيا المباحة ولكن وهو مريد لله وليس للدنيا يعيش قوياً بالله مالكاً لنفسه وليس مملوكاً لها ، لو بدأت النفس تزيغ تطلب شيء ليس له لا يجوز أن يأخذه ليس من ملكه ليس من قدره ليس من استطاعته وبدأت تزين له طيب ممكن تسرق ممكن تغش تخدع يقول لا هذا لا يرضي الله أنا مريد الله أنا ما أخذت المسألة لمجرد متعة أنا أخذتها طلباً لرضوان الله وهذا لا يرضي الله إذاً لا أعطيك هذا يبدأ يقول لنفسه لا وإذا قال لنفسه لا خضعت هذه النفس تنازع في البداية .
اللهم يامن وفق أهل الخير للخير وأعانهم عليه وفقنا للخير وأعنا عليه بارك لنا في هده المجالس واجعلنا من خاصة أهلها اللهم إنك مطلع على القلوب ومطلع على نواياها نسألك اللهم أن لا يبقى حاضراً في هذا المجلس أو مستمع أو مشاهد له أو سامع عنه إلا وقد صححت نيته في الإقبال عليك اللهم صحح نوايا قلوبنا في هذه المجالس واجعلنا من الذين تنظر إليهم نظرة الرضا حتى لا يبقى في القلوب إقبال إلا عليك اللهم اجعل قلوبنا متصلة بك مقبلة عليك صادقة معك راغبة فيما عندك وبارك لنا في مجالسنا هذه وافتح لنا فتحاً فيما عندك يا أكرم من سئل وأجود من أعطى وما بخل اللهم اجعل مرادنا أنت اللهم اجعل إرادتنا لك ولوجهك الكريم اللهم اجعلنا من مريدي الآخرة ولا تجعلنا من مريدي الدنيا برحمتك ياأرحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم والحمد لله رب العلمين .
ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا “
تأملوا هنا يقول الله سبحانه وتعالى ” من كان يريد “، الكلام هنا عن الإرادة من كان يريد العاجلة، ثم يقول سبحانه وتعالى ” ومن أراد الآخرة ” مصيرنا جميعاً في هذا الوجود ارتبط إذاً بما نريد.. أحوالنا مآلنا سعادتنا أو الشقاوة الرضا أو الغضب الفلاح أو الخيبة كل هذا يتصل بما يريده الواحد منا في هذه الحياة .. جعل الله عزوجل مجرد إرادة الدنيا سبباً في حصول الخسران والعذاب والغضب (مجرد إرادة الدنيا) ثم جعل إرادة الآخرة مقرونة بالسعي الذي يترتب على هذه الإرادة ..
* استماع الحلقة الأولى وأنت تتصفح
فما المقصود بالدنيا ؟ وما هو المقصود بكلمة الدنيا المذمومة هل هي الطعم الشراب اللباس هل هي المركب الذي يركبه أحدنا سيارة أو طيارة المنزل أو الأثاث المال الذي يحصله هل حصول هذه الأشياء يجعل أحدنا مريداً للدنيا فيكون بذلك متعرضاً للغضب ، الآخرة ما المقصود من إرادة الآخرة؟ هل المقصود أن لا يكون لنا نصيباً بالدنيا أو صلة قط؟
الدنيا هي (كل ما وجد على هذه الأرض في هذا العالم مما تتناوله يد الإنسان)
فما دام الأمر يتعلق بما يريده الإنسان مما يتعلق في حياته في هذه الأرض وهذا الأمر ناله ساداتنا الصحابة بما يتناسب مع ذواتهم ركبوا الدواب ولبسوا الثياب وأكلوا الطعام التابعون تابعوا التابعين أكابر الصالحين والصالحات من الأمة عاشوا هذه الحياة، فأين وجه الذنب؟
المقصود بالمذموم من إرادة الدنيا بالخطأ في إرادة الدنيا أمران الأول :تعلق القلب والأمر الثاني:انشغال الجسد بما تعلق به القلب ، الأمر الأول بمعنى أن يعيش الإنسان في هذه الحياة وليس له هدف إلا أن يتمتع فقط بهذه الدنيا أن يعيش لها ثم يترتب على ذلك وقته جهده فكره ماله الجسد موظف لهذا المقصد ،هنا تأتي الإشكالية ماذا يحتاج الإنسان من هذه الدنيا .
س: ما هو الأمر الذي يجل الإنسان يشغل وقته فكره جهده في هذه الحياة التي يعيشها؟
قالوا حقيقة ما يحتاجه الإنسان: طعام يقوى به بدنه على الحياة، لباس يستر عورته يكنه به من البرد، ومأوى يأوي إليه هو ومن معه؛ حقيقة ما يحتاجه كل إنسان في هذه الحياة - مسلم، كافر، كبير، صغير، رجل، امرأة، عاقل، مجنون- هو الثلاثة أشياء التي ذكرناها .
* أكبر مشاكل العصر اليوم انبنت على ماذا، أكبر الحروب التي أهرقت فيها الدماء اليوم في الأرض ما أصلها؟ ما مبناها إذا فتشنا ورجعنا إلى الوراء قليلاً؟ النزاعات الشديدة اليوم التي يعيشوها الناس، النزاعات بين الدول، بين الشعب الواحد في الدولة الواحدة، بين المجتمع أصحاب الحيّ الواحد، بين الأقارب والأرحام وقطيعة الرحم وما يترتب عليها، بين العاملين في المجال الواحد، تعالوا في البيت الواحد في الأسرة الواحدة، مشاكل الأزواج مشاكل الطلاق التي يتكلمون عنها اليوم مشاكل الأسر ضياع الأبناء، هذه الإشكالات الكبيرة، لو بدأنا بهدوء نتأمّلها، توافقوني أننا سنرجع في نهاية اليوم إلى أن الإشكالات الضخمة والكبيرة والعالمية والمحلية والاجتماعية و الاقتصادية والأسرية ومشكلة كل واحد منكم لو فكر سنجد أن المشاكل هذه ترجع إلى :
نفس الإنسان السعادة والشقاوة الفلاح والخيبة الرضا والغضب الحزن والفرح الراحة والطمأنينة أو ضدها الإنزعاج والبؤس مرجع ذلك كله إلى نفس الإنسان ولهذا لما أقسم الله بمظاهر الوجود الشمس والقمر والليل والنهار والسماء والأرض جعل منتهى الأقسام كلها القسم بالإنسان ” ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها “ما جواب القسم هنا ” قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ” .
* فرق كبير بين الذي يأخذ اللقمة وهو يريد من هذه اللقمة أن يحافظ على أمانة الجسد الذي ائتمنه الله عزوجل عليه للحفاظ على هذه الأمانة .. تشهى تمتع لكن وأنت تتشهى تنوي عند أكلك لهذه اللقمة الطيبة التي ساقها الله لك أن تستخرج معنى الحمد من قلبك ، يذكرون أن الإمام علي رضي الله عنه وكرم وجهه لما سئل أتشرب الماء المبرد أم غير المبرد كان بعض المتزهدين في عصره يتجنبون شرب الماء غير المبرد قال علي بن أبى طالب بل أشرب المبرد قال لمَ يا أمير المؤمنين قال لأنه يستخرج الحمد من صميم القلب ..
المسألة ترجع للإرادة بين الذي يأكل طعاماً أو يلبس لباساً ونيته من هذا الحلال الذي أخذ به أن يستخرج معنى الشكر لله من قلبه أن يمتثل أمر الله بأنه حافظ على الأمانة ،هذا ماذا أراد من الطعام واللباس ما مراده هنا هو مريد؟ …..أراد الله أراد رضوانه، وشخص آخر نفس الطعام الذي أكله نفس اللباس نفس مستوى السكن الذي يسكن فيه الآخر لكن ما مراده من الطعام من اللباس من البيت أراد بذلك مجرد التمتع ليس له هدف آخر بل أن يعيش هذه الدنيا.
س: ما الخطورة ما الإشكال في أن الإنسان يريد أن يتمتع من هذه الحياة فقط؟
ليس الإشكال بأن يتمتع بل الإشكال أن يعيش يفرط في أمانة الهدف الذي خلق من أجله وأصبح ليس له هدف من هذه الحياة إلا أن يتمتع بالدنيا، ما الضرر … الضرر ما ذكرناه اليوم من الخراب الذي يعيشه العالم من إهدار لمقدرات الأرض التي نعيشها من تباغض من تحاسد من حرب مرجعه سببه أساسه أن الذين تناولوا الدنيا تناولوها فقط من أجل أنفسهم..
* النفس فيها مشكلة فيها عيب خطير أن الإنسان إذا تعامل مع متع النفس ومطالبها فقط لأنه يستجيب لما تريده النفس يقع في مشكلتين كبيرتين:
المشكلة الأولى أن مرادات النفس لا تنتهي هي تطلب شيء أعطيتها فقط لأنها طلبت امتثالاً لأمرها ما الذي يترتب على ذلك أن لن تكتفي طلبت شيء ثاني أعطيتها الثاني تطلب الشيء الثالث أعطيتها الثالث طلبت الرابع ثم تصل إلى مستوى تفقد فيه هي التمتع في الشيء الذي كانت تتلذذ به فتطلب شيء خارج عن إطار المعقول خارجاً عن إطار العادة ، فالمشكلة أنك مهما حاولت ترضيها لا ترضى مهما حاولت أن تمتعها تطلب المزيد..
المشكلة الثانية في النفس أنك كلما أرد أن ترضيها سعدت سعادة مؤقتة ثم بعد ذلك تضمحل هذه السعادة مباشرة تنتهي …تنتهي في الدنيا قبل الآخر يأتي وقت وتنتهي لأنها تعلقت في سعادة أخرى دائماً السعادة في النفس سراب لا منتهى لها لا تصل إلى حقيقة ، بينما الذي ينتقل من مراد الدنيا إلى مراد الآخرة مريداً لله عزوجل،فإذا تلذذ بالطعم هذا بالأكل الذي أكله قال الحمد لله الذي رزقني هذا الطعام شهد المنة لله فوصل أنسه وفرحه ومتعته بالله المتعة باقية عنده ما انتهت في حياته وبعد حياته في الآخرة ستبقى سيرى ثمرة الحمد عند وقوفه بين يدي الله انك حمدتني وشكرتني وذكرتني هذا ثوابك ،سيتمتع في الدنيا والآخرة . الأمر الثاني أنه سيكون مالكاً لزمام نفسه ولن يكون مملوكاً لنفسه تنبه لهذه المسألة الذي يعيش وهو يتناول متع الدنيا المباحة ولكن وهو مريد لله وليس للدنيا يعيش قوياً بالله مالكاً لنفسه وليس مملوكاً لها ، لو بدأت النفس تزيغ تطلب شيء ليس له لا يجوز أن يأخذه ليس من ملكه ليس من قدره ليس من استطاعته وبدأت تزين له طيب ممكن تسرق ممكن تغش تخدع يقول لا هذا لا يرضي الله أنا مريد الله أنا ما أخذت المسألة لمجرد متعة أنا أخذتها طلباً لرضوان الله وهذا لا يرضي الله إذاً لا أعطيك هذا يبدأ يقول لنفسه لا وإذا قال لنفسه لا خضعت هذه النفس تنازع في البداية .
اللهم يامن وفق أهل الخير للخير وأعانهم عليه وفقنا للخير وأعنا عليه بارك لنا في هده المجالس واجعلنا من خاصة أهلها اللهم إنك مطلع على القلوب ومطلع على نواياها نسألك اللهم أن لا يبقى حاضراً في هذا المجلس أو مستمع أو مشاهد له أو سامع عنه إلا وقد صححت نيته في الإقبال عليك اللهم صحح نوايا قلوبنا في هذه المجالس واجعلنا من الذين تنظر إليهم نظرة الرضا حتى لا يبقى في القلوب إقبال إلا عليك اللهم اجعل قلوبنا متصلة بك مقبلة عليك صادقة معك راغبة فيما عندك وبارك لنا في مجالسنا هذه وافتح لنا فتحاً فيما عندك يا أكرم من سئل وأجود من أعطى وما بخل اللهم اجعل مرادنا أنت اللهم اجعل إرادتنا لك ولوجهك الكريم اللهم اجعلنا من مريدي الآخرة ولا تجعلنا من مريدي الدنيا برحمتك ياأرحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم والحمد لله رب العلمين .
وجدي oujdi- نائب مدير
- عدد الرسائل : 9
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 16/09/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى